على غرار انقلاب الـ UEFA على مدريد.. هل يقود الرجاء والزمالك بمعية أندية الجزائر "جبهة رافضة" لفكرة "السوبرليغ" الإفريقي؟
يدور نقاش لدى الرأي العام الكروي، حول تضرر بعض الأندية الكبرى في القارة السمراء، من عدم المشاركة في النسخة الأولى من مسابقة الدوري الإفريقي الممتاز، والذي أعلن عن انطلاقتها الرسمية، في غشت الماضي، على هامش أشغال الجمعية العمومية الـ 44 للكونفدرالية الإفريقية للعبة "كاف".
ومن بين الأندية التي استثنيت من حضور النسخة الأولى، وفق التصور الأولي للجهة المنظمة، نجد الرجاء الرياضي البيضاوي المغربي، بطل إفريقيا ثلاث مرات، الزمالك المصري، حامل اللقب خمس مرات، أو أندية أخرى عريقة، على غرار أشانتي الغاني وشبيبة القبائل الجزائري وإنيمبا النيجيري، الحائزين على لقبين على مستوى مسابقة دوري الأبطال.
وعلمت "الصحيفة"، نقلا عن مصادر مطلعة، أن عدة فعاليات "رجاوية"، طالبت إدارة النادي "الأخضر" باتخاذ موقف صارم من موضوع "إقصاء النادي من النسخة الأولى للمسابقة المرتقبة"، حفظا لمصالحه كأحد الأندية المرجعية داخل القارة السمراء، من حيث الجماهيرية وعدد الألقاب المحصل عليها.
وينادي البعض من المراقبين لشؤون الكرة الإفريقية، بتشكيل "جبهة" معارضة لفكرة إقامة الـ"African Super League" بثمان فرق فقط، علما أن طريقة الاختيار لم تخضع لمعايير موضوعية، حيث طرح اسم نادي سيمبا التنزاني، على سبيل المثال، الأخير الذي لم يسبق له التتويج بأي لقب قاري.
وفي أبريل 2021، تم إنشاء دوري السوبر الأوروبي من قبل 12 ناديا، كما تم تعيين فلورنتينو بيريز رئيسا للمنظمة من أجل انطلاقة العمل على المشروع، بمشاركة ستة أندية من انجلترا، ثلاثة من اسبانيا وثلاثة من إيطاليا.
لكن، سرعان ما تلقى هذا الإعلان، معارضة قوية من عدة مؤسسات، في مقدمتها الاتحاد الأوروبي للعبة "UEFA"، معتبرة أن البطولة نخبوية وتفتقر للقدرة التنافسية، ما أدى بعد ذلك إلى إعلان جميع الأندية الإنجليزية عن نيتها في الانسحاب.
هذا المشروع الذي سرعان ما تبخر في أوروبا، والذي أعاد السويسري جياني انفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، طرحه داخل منظومة كرة القدم الإفريقية، من شأنه أن يحظى برعاية اقتصادية مهمة، ستدر أرباحا على الجهاز الكروي القاري، تحت إشراف إدارة الجنوب إفريقيي باتريس موتسيبي.
وكانت عدة أصوات داخل دواليب تسيير الكرة الإفريقية، قد حذرت، منذ بداية بلورة الفكرة، خلال يونيو 2021، كبار الأندية في القارة من الانبطاح لصفقة مرتقبة بين الـ CAF والـ FIFA، سيما وأن الترتيبات كانت قائمة، حينها، من أجل الخروج بـ"بروتوكول" أولي لإطلاق المسابقة الجديدة، بمشاركة الأندية المؤسسة؛ الأهلي المصري، صن داونز الجنوب إفريقي، مازيمبي الكونغولي والترجي التونسي.
إجهاض مشروع "السوبر ليغ" في العاصمة الإسبانية، تحت أقدام فلورينتينو بيريز، رئيس ريال مدريد، دفع مؤسسة ال"فيفا"، وفق مصادر مقربة من الملف، إلى استغلال الفكر الرأسمالي للجنوب إفريقي باتريس موتسيبي، الأخير الذي تربطه بالسويسري انفانتينو، شبكة علاقات أمريكية قوية، ما يرفع من فرص الاستثمار في إحداث مسابقة كروية جديدة تدعى ال"African Super League".
رئيس الـCAF، الذي حظي بمساندة نائبه الأول، الموريتاني أحمد ولد يحيى، وفوزي لقجع، رئيس لجنة المالية داخل الجهاز الكروي القاري، استطاعوا جميعا، وضع تصور نهائي لشكل البطولة، مع إسناد المهام التنفيذية لشركة إيطالية تضم خبراء أجانب في مجال التسويق.
طبعة الـ "African Super League" الأولى الذي بدأت تظهر معالمها، تدريجيا، بمشاركة ثمان فرق، سيتبارون في أكتوبر ونونبر من العام الجاري، (حدد) لها مكافئة مالية تصل إلى 6,5 مليون دولار للفريق الفائز، وهو ضعف الـ "Prize Money" المخصص للفائز بلقب دوري أبطال إفريقيا، أعرق المسابقات القارية للأندية.
